هل لديك فكرة حول أول سد بني في التاريخ؟

تمتاز السدود بـأهميتها في فصل المياه عن بعضها وحجز الماء، ويتكوّن كلّ سد من المفرِّغ السفلي، وجسم السد، والمفيض، والمأخذ المائي، وللسدود الأهمية الجمّة كلّ حسب ما تمّ تشييده لأجله، وفي التاريخ يوجد العديد من السدود المعروفة بأنّها أقدم السدود المبنية في التاريخ كلّه، فما هو أول سدّ بُني في التاريخ؟

ما هو أول سدّ بُني في التاريخ؟

يُصنف سد جاوا كأقدم سد بُني في العالم بأسره، حيث يعود تاريخ بناؤه إلى الألفية الرابعة قبل الميلاد، ويتحدد موقع هذا السد في المملكة الأردنية الهاشمية، تمّ تشييده بهدف إيقاف مياه المجرى المائيّ الصغير، والسماح بزيادة إنتاج الريّ في مختلف الأراضي الصالحة للزراعة في ذلك الوقت، ولا يقتصر الأمر على ذلك بل تُظهر العديد من الأدلة إلى وجود سدّ ترابيّ آخر بجدران حجرية بُنيت في عام 2700 قبل الميلاد، وهو  سدّ الكفارة الذي يتواجد على بعد حوالي 30 كيلومتراً جنوب القاهرة؛ هذا بالإضافة إلى وجود سدود أخرى مُدرجة ضمن قائمة السدود الأقدم في العالم، ومنها أحد السدود المقامة على ارتفاع ستة أمتار على نهر العاصي في سوريا، ولا يزال هذا السّد مُستخدمًا إلى يومنا هذا، وبُني في عام 1300 قبل الميلاد، ليتم استخدامه في نطاق الري المحلي، وبهدف تحسين الإمدادات الخاصّة بالري والمياه، 

ما هو نظام التخزين في سد جاوا الأقدم في التاريخ؟

كما أسلفنا توضيحه فإنّ سد جاوا الأقدم تاريخيًا في عِداد السدود المتعارف عليها، ويتركز نظام تخزين المياه في هذا السد على نظام المياه، إذ تمّ بناء قنوات مائيّة بطول يصل إلى نحو ثمانية كيلومترات، بهدف توجيه المياه إلى نظام الخزّانات ذات المقدرة العالية على التخزين للمياه المتجمعة فيه، كما تمّ تصميم جدران السدّ ضدّ مخاطر الضغط الخلفيّ للماء، وهو بذلك أحد الحلول الاحترازيّة المُستخدمة في مجال الهندسة الحديثة في عصرنا الحالي، هذا فضلًا عن تدعيم سدّ جاوا بواسطة ملئه بالصخور خلف الجدار العلويّ، لتوفير حماية الجدار من التلف الناتج عن ضغط المياه، وكانت هذه الطريقة من الطرق المبتكرة في ذلك العصر الذي ظهر فيه سد جاوا، الذي يبلغ طوله نحو خمسة عشر قدمًا أي ما يقارب خمسة أمتار، وارتفاع يصل إلى ثمانين قدماً أي ما يقارب الأربعة والعشرين مترًا على التوالي، أما قاعدة هذا السد فإنّها تبلغ خمسة عشر قدمًا.

وبالتالي برعت الحضارات القديمة في تشييد سدودًا متنوعة بهدف تجميع المياه وحجزها، وذلك من خلال الاستعانة بالطرق والأدوات البسيطة التي كانت متوفرة لديهم.